كانت ولادتة عام 1307 هـ في بلاد غامد بقرية البركة جنوب المملكة العربية السعودية توفي والده وهو لايزال طفلا ، وقد تولت رعايته أخته ، وكانت ذات بنية بسيطة في الجسم، غير أن الله سبحانه وتعالى أنعم الله عليها بصحة وعافية حافظت عليها حتى سن التسعين بالرغم ما تحملته من أعباء وما كانت تقوم به من أعمال شاقة، حيث تقوم بحرث الأرض وزرعها بالحنطة والذرة كل عام دون أن يعينها في ذلك أحد، إضافة إلى قيامها برعايتة .

كان غرم الله يحمل طموحاً غير محدود ولم يكن يرضى بالجهد القليل، تدفعه إلى ذلك إرادة قوية مصممة على الوصول إلى أهدافه ، توفي رحمه الله عام 1417 هجرية ، عاش الشيخ / غرم الله بن علي يتيما ومات كريماً، وختم حياته بالجد والعمل الصالح والحمد لله ، وجمع مهر الآخرة -كما قال ذات مرة – قبل أن يجمع حطام الدنيا، وقد جاءت وفاته وقد بلغ من العمر قرنا ونيف له من الاولاد ثمانية ومن البنات خمسة من زوجتين .

تنحدر أسرة العليٍ من قرية البركة بمحافظة بلجرشي بالباحة ، و هى عبارة عن عدد من البيوت الصغيرة التي تتكون من غرفة واحدة أو غرفتين، محاطة ببعض التلال المحيطة بالوادي في أعلاها وفي المنطقة المنخفضة حول الوادي بنيت جميعها من حجارة المنطقة؛ حيث كانت هذه البيوت هي المأوى الذي يلجأ إليها صاحبه للاحتماء من برد الشتاء القارس حيناً، ومن حر الصيف حيناً آخر، ومن دواب الأرض من الحشرات والأفاعي والحيوانات البرية التي يخشى الناس أذاها في جميع الأحوال.

كان هذا هو منظر القرية في ذلك الوقت، تتساوى فيه مع غيرها من قرى بلاد غامد وزهران وغيرها من القرى القليلة التي تعيش على قمم الجبال التي تميز المنطقة الجنوبية الغربية من الجزيرة العربية، بدءاً من مكة المكرمة جنوباً وصولاً إلى بلاد اليمن، بما في ذلك السروات وبلاد غامد وزهران وعسير وغيرها.

من المعلوم لدى الجميع بأن صلة الرحم واجب شرعي و مطلب اجتماعي حث عليه ديننا الحنيف وجعله من القربات إلى الله تعالى ، ومن صلة الرحم الإحسان ، وإذا كان الإحسان مطلوباً بين الناس عامة وبين المسلمين على وجه خاص قياماً بحق الأخوة الدينية ، فإنه بين الأقارب أخص وألزم قياماً بحق الرحم .

قال تعالى : { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب } . الرعد{21}.

وقال تعالى : { وآتي المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب }. البقرة {177}.

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه وينسأَ له في أثره فليصل رحمه" متفق عليه .

ولمّا كانت معرفة الأقارب وصلتهم والإحسان إليهم من ضمن الواجبات الشرعية كان لزاماً التفكير في وسيلة معينة تحقق هذه الغاية وتضمن استمرارها بإذن الله، من هنا جاءت فكرة إنشاء صندوق العائلة التعاوني لتحقيق الترابط والتآلف بين أبناء العائلة وخلق التنافس الشريف بينهم ، ودعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية.